وقول طرفة (١) :
فسقى ديارك غير مفسدها |
|
صوب الربيع وديمة تهمى |
فقوله : «غير مفسدها» إتمام المعنى ، وتحرز من الوقوع فيما وقع فيه ذو الرمة فى قوله (٢) :
ألا يا سلمى يا دار ميّ على البلى |
|
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر |
فهذا بالدعاء عليها أشبه منه بالدعاء لها ؛ لأن القطر إذا انهل فيها دائما فسدت ؛ ومن العجب أن ذا الرّمة كان يستحسن قول الأعرابية ـ وقد سألها عن الغيث ، فقالت : «غيثا ما شئنا» ، وهو يقول خلاف ما يستحسن.
ومن التتميم قول الراعى :
لا خير فى طول الإقامة لامرئ |
|
إلّا إذا ما لم يجد متحوّلا |
ونحوه قول الآخر :
إذا كنت فى دار يهينك أهلها |
|
ولم تك مكبولا بها فتحوّل |
وقول الآخر :
ومقام العزيز فى بلد الذّلّ |
|
إذا أمكن الرحيل محال |
فقوله : «إذا أمكن الرحيل» تتميم ؛ وقول النّمر :
لقد أصبح البيض الغوانى كأنما |
|
يرين إذا ما كنت فيهنّ أجربا |
وكنت إذا لاقيتهنّ ببلدة |
|
يقلن على النّكراء أهلا ومرحبا |
فقوله : «على النكراء» تتميم ؛ ولو كانت بينه وبينهن معرفة لم ينكر له منهن أهل ومرحب.
وقول الآخر :
وهل علمت بيتنا إلّا وله |
|
شربة من غيره وأكله |
فقوله : «من غيره» تتميم ؛ لأن لكل بيت شربة وأكلة من أهله.
__________________
(١) ديوانه : ٦٢.
(٢) ديوانه : ٢ ـ ٤٨.