وقول الشماخ (١) :
جماليّة لو يجعل السّيف عرضها |
|
على حده لاستكبرت أن تضوّرا (٢) |
فقوله : «على حده» تتميم عجيب.
ويدخل فى هذا الباب قول الآخر :
وقلّ من جدّ فى أمر يطالبه |
|
فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر |
وقول الخنساء (٣) :
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به |
|
كأنه علم فى رأسه نار |
فقولها : «فى رأسه نار» تتميم عجيب ؛ قالوا : لم يستوف أحد هذا المعنى استيفاءها ، وهو مأخوذ من قول الأعشى (٤) :
وتدفن منه الصالحات وإن يسيء |
|
يكن ما أساء النار فى رأس كبكبا (٥) |
إلا أنها أخرجته فى معرض أحسن من معرض الأعشى ، فشهر واستفاض ، وخمل معها بيت الأعشى ورذل ، وهذا دليل على صحة ما قلنا من أنّ مدار البلاغة على تحسين اللفظ ، وتجميل الصورة. وقول الآخر :
ألا ليت النهار يعود ليلا |
|
فإنّ الصبح يأتى بالهموم |
حوائج لا نطيق لها قضاء |
|
ولا ردّا ، وروعات الغريم |
فقوله : «ولا ردا» تتميم.
__________________
(١) ديوانه : ٢٨.
(٢) جمالية : تشبه الجمل فى خلقتها ، وشدتها. والتضور : التضعف.
(٣) العمدة : ٢ : ٥٥.
(٤) اللسان (كبب).
(٥) كبكبا : اسم جبل بمكة.