فإن أراد أن يذكر دارا فليذكرها كما ذكرها الخريمى :
ألا يا دار دام (١) لك الحبور |
|
وساعدك الغضارة والسرور |
وكما قال أشجع :
قصر عليه تحية وسلام |
|
نشرت عليه جمالها الأيام |
وقالوا : أحسن ابتداءات الجاهلية قول النابغة (٢) :
كلينى لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطىء الكواكب |
وأحسن مرثية جاهلية ابتداء قول أوس بن حجر (٣) :
أيّتها النفس أجملى جزعا |
|
إنّ الذى تحذرين قد وقعا |
قالوا : وأحسن مرثية إسلامية ابتداء قول أبى تمام (٤) :
أصمّ بك الناعى وإن كان أسمعا |
|
وأصبح مغنى الجود بعدك بلقعا |
وقول الآخر :
أنعى فتى الجود إلى الجود |
|
ما مثل من أنعى بموجود |
أنعى فتى مصّ الثرى بعده |
|
بقية الماء من العود |
وقد بكى امرؤ القيس واستبكى ، ووقف واستوقف ، وذكر الحبيب والمنزل فى نصف بيت ، وهو قوله (٥) :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فهو من أجود الابتداءات.
ومن أحكم ابتداءات العرب قول السموأل (٦) :
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه |
|
فكلّ رداء يرتديه جميل |
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها |
|
فليس إلى حسن الثناء سبيل |
__________________
(١) فى ط : «دار» ، وهذه رواية ا
(٢) ديوانه : ٢
(٣) شعراء النصرانية : ٤٩٢.
(٤) ديوانه : ٣٧٤.
(٥) مطلع المعلقة.
(٦) ديوان الحماسة : ١ ـ ٢٨.