وأبوك بدر كان ينتهس الحصى |
|
وأبى الجواد ربيعة بن قبال (١) |
فقال الزّبرقان : لا بأس ، شيخان اشتركا فى صنعة.
وقلّما رأينا بليغا إلا وهو يقطع كلامه على معنى بديع ؛ أو لفظ حسن رشيق.
مثال المقطع الحسن فى الشعر |
قال لقيط فى آخر قصيدة : (٢)
لقد محضت لكم ودّى بلا دخل (٣) |
|
فاستيقظوا إن خير العلم ما نفعا |
فقطعها على كلمة حكمة عظيمة الموقع.
ومثله قول امرئ القيس (٤) :
ألا إنّ بعد العدم للمرء قنوة |
|
وبعد الشباب طول عمر وملبسا (٥) |
فقطع القصيدة أيضا على حكمة بالغة.
وقال أبو زبيد الطائى فى آخر قصيدة (٦) :
كلّ شيء تحتال فيه الرجال |
|
غير أن ليس للمنايا احتيال |
وقال أبو كبير (٧) :
فإذا وذلك ليس إلا ذكره |
|
وإذا مضى شيء كأن لم يفعل |
فينبغى أن يكون آخر بيت قصيدتك أجود بيت فيها ، وأدخل فى المعنى الذى قصدت له فى نظمها ؛ كما فعل ابن الزّبعرى فى آخر قصيدة يعتذر فيها إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ويستعطفه :
فخذ الفضيلة عن ذنوب قد خلت |
|
واقبل تضرّع مستضيف تائب |
فجعل نفسه مستضيفا ، ومن حق المستضيف أن يضاف ، وإذا أضيف فمن حقه أن يصان ، وذكر تضرّعه وتوبته مما سلف ، وجعل العفو عنه مع هذه الأحوال فضيلة ؛ فجمع فى هذا البيت جميع ما يحتاج إليه فى طلب العفو.
__________________
(١) انتهاس الحصى : خضمه ، وفى ا «ينتهش».
(٢) مختارات ابن الشجرى ٦ ، مهذب الأغانى ١ : ١٥١
(٣) الدخل : الغش.
(٤) ديوانه : ١٤٢.
(٥) القنوة : بالكسر وتضم : الكسبة من المال يقتنيه ورواية الديوان : «بعد المشيب».
(٦) مهذب الأغانى ١ : ٨٦.
(٧) شعراء الهذليين ٢ : ١٠٠.