فيه أمان لقائه بلقائه |
|
وفراق كلّ معاشر لا ينصف |
فالمتمكّن من نفسه يضع لسانه حيث يريد.
ومثل هذا كثير لا وجه لاستيفائه فى مثل هذا الموضع.
ذكرت فى هذا الباب ـ وهو ثلاثة فصول ـ من نعوت البلاغة ، ووجوه البيان والفصاحة ما فيه كفاية ؛ وأتيت من تفسير مشكلها على ما فيه مقنع ، ولم يسبقنى إلى تفسير هذه الأبواب وشرح وجوهها أحد ، وإنما اقتصر من كان قبلى على ذكر تلك النعوت عارية مما هى مفتقرة إليه من إيضاح غامضها ، وإنارة مظلمها ؛ فكان المنفعة بها للعالم دون المتعلّم ، والسابق دون اللاحق ؛ وربما اعترض الشكّ فيها للعالم المبرّز ، فسقطت عنه معرفة كثير منها. وأنت أيّدك الله تعتمد ما ذكرته من ذلك ، وتأتمّ بما شرحته منه ، وتستدلّ به على ما ألفيته من جنسه إذا عثرت به ، لتستغنى عن جميع ما صنّف فى البلاغة ، وسائر ما ذكر من أصناف البيان والفصاحة إن شاء الله.