ثمّ اتّقانا بالّذى لن يدفعا |
|
وآض أعلى اللّحم منه صومعا (١) |
فوصفه بعظم الجسم ، وصلابة اللّحم ، وما وصف أحد الفرس بترك الانبعاث إذا حرك غير أبى ذؤيب. وإنما توصف بالسرعة فى جميع حالاتها ، إذا حرّكت وإن لم تحرّك ، فتشبّه بالكوكب ، والبرق ، والحريق ، والريح ، والغيث ، والسيل ، وانفجار الماء فى الحوض ، والدّلو ينقطع رشاؤها ، ويد السّابح ، وغليان المرجل (٢) ، والقمقم ، وبأنواع الطير : كالبازى ، والسّوذنيق ، والأجدل (٣) ، والقطامى ، والعقاب ، والقطا ، والحمام ، والجراد ، وأنواع الوحش ؛ كالوعل ، والظّبى ، والذّئب ، والتّتفل (٤) ، ويشبه بالخذروف (٥) ، ولمعان الثّوب ، وبالسّهم وبالريح وبالحسى.
قال أعرابىّ وقد سئل عن حضر (٦) فرسه : يحضر ما وجد أرضا.
وقال آخر : همها أمامها ، وسوطها عنانها. أخذه بعض المحدثين فقال (٧) :
فكان لها سوطا إلى ضحوة الغد
وأخذه ابن المعتزّ ، فلم يستوفه قوله :
أضيع شيء سوطه إذ يضربه
فذكر «إذ يضربه». وقال فى أخرى :
صببنا عليها ـ ظالمين ـ سياطنا |
|
فطارت بها أيد سراع وأرجل |
وقيل لامرأة : صفى لنا النّاقة النّجيبة. فقالت : عقاب إذا هوت (٨) وحيّة إذا التوت، تطوى الفلاة وما انطوت.
__________________
(١) صومعا : أى دقيقا.
(٢) غليان المرجل : أزيزه وارتفاعه لشدة الغليان. والمرجل بالكسر : الإناء الذى يغلى فيه والقمقم : ما يسخن فيه الماء.
(٣) السوذنيق : الصقر. وقيل : الشاهين. والأجدل : نوع من الطير.
(٤) التتفل : الثعلب أو جروه.
(٥) الخذروف : شيء يدوره الصبى بخيط فى يديه فيسمع له دوى.
(٦) ارتفاع الفرس فى عدوه.
(٧) ديوان المعانى ٢ : ١٠٨
(٨) العقاب : طائر.