وهذا من المتناقض ؛ لأنه قال خميصة ، ثم قال : كأن موضع كورها قنطرة ، وهى مجفرة الأضلاع ؛ فكيف تكون خميصة وهذه صفتها.
وقول الحطيئة (١) :
حرج يلاوذ بالكناس كأنّه |
|
متطوّف (٢) حتى الصباح يدور |
حتى إذا ما الصبح شقّ عموده |
|
وعلاه أسطع لا يردّ منير |
وحصى الكثيب بصفحتيه كأنه |
|
خبث الحديد أطارهنّ الكير |
زعم أنه يط وف حتى الصباح ، فمن أين صار الحصى بصفحتيه؟
وقول لبيد (٣) :
فلقد أعوص بالخصم (٤) وقد |
|
أملأ الجفنة من شحم القلل |
أراد السنام ، ولا يسمّى السنام شحما.
وقوله (٥) :
لو يقوم الفيل أو فيّاله |
|
زلّ عن مثل مقامى وزحل |
ليس للفيّال من الشدّة والقوة ما يكون مثلا.
ومن الخطأ قول أبى ذؤيب فى الدرة (٦) :
فجاء بها ما شئت من لطميّة |
|
يدوم الفرات فوقها ويموج |
والدّرّة إنما تكون فى الماء الملح دون العذب. وقال من احتج له : إنما يريد بماء الدّرة صفاءه فشبّه بماء الفرات ؛ لأنّ الفرات لا يخطئه الصفاء والحسن.
وقوله أيضا (٧) :
فما برحت فى الناس حتى تبيّنت |
|
ثقيفا بزيزاء (٨) الأشاة (٩) قبابها |
__________________
(١) الموشح ٩٠
(٢) فى ط متطرف.
(٣) الموشح ٨٩ ، واللسان ـ مادة عوص.
(٤) أعوص بالخصم : أدخله فيما لا يفهم ، أو لوى عليه أمره.
(٥) الموشح ٨٩ ، ٧٢.
(٦) أشعار الهذليين ١ ـ ٥٧.
(٧) أشعار الهذليين : ١ ـ ٧٣.
(٨) الزيزاء : ظهر منقاد غليظ من الأرض.
(٩) فى ط : الأساة ، وهذه رواية أشعار الهذليين ، قال : والأشاة : موضع.