وعـدم أهمّيتها وعـدم إمكان الاعتماد عليها ، كما هـو الظاهـر من قوله : «فلا يجعل ما تقتضيه عباراتها سنداً» ، فلا نُسلّم له بذلك ؛ فإنّ أهمّية هذه الرسالة تتّضح من خلال الشروح والحواشِ الكثيرة التي كتبها العلماء عليها ، والترجمات العديدة لها ، ونظمها من قبل بعض الشعراء ، والطبعات المتكررّة لها ..
فقد شرحها وحشّى عليها ما يُقارب من خمسين علماً من أعلامنا الكبار (١).
وترجمها إلى الفارسية خمسة عشر شخصاً منهم (٢).
ونظمها خمسة من الشعراء والعلماء (٣) ..
كما أنّ دقّة عباراتها وبلاغتها ، ممّا أجمع عليه شرّاحها والمحشّـين عليها كافّة ، حتّى الكركي نفسـه صـرّح بذلك في عدّة موارد من شرحه عليها ..
منها : ما قاله عند شرح كلام الشهيد : «بماء طهور» : وهذه العبارة من بديع عبارات المصنّف رحمه الله (٤).
ومنها : ما قاله عند شرح كلامه أيضاً : «وخفاء الجدران» : وقد اشتملت هذه العبارة الفائقة على أكثر مباحث السفر مع شـدّة الاختصار ولزوم البلاغة (٥).
ومنها : ما قاله عند شرح كلامه أيضاً : «وللكلام كذلك» : وهو معنىً
____________
(١) الذريعة ١٣ / ١٠٨ ـ ١١٤.
(٢) الذريعة ٤ / ٨١.
(٣) الذريعة ٢٤ / ١٩٨ ـ ١٩٩.
(٤) شرح الألفيّة ـ رسائل المحـقّق الكركـي ٣ / ٢١٩.
(٥) شرح الألفيّة ـ رسائل المحـقّق الكركـي ٣ / ٢٥٣.