وقال يزيد بن المفرّغ (١) في قتل ابن زياد :
إنَّ المَنايا إذا ما زُرنَ طاغِيَةً |
|
هَتَكنَ أسْتارَ حُجَّابٍ وأبْوابِ (٢) |
أقولُ بُعداً وسُحْقـاً عِندَ مَصرَعِهِ |
|
لابْنِ الخَبيثَةِ وابْنُ الكَوْدَنِ (٣) الكابي |
لا تَقبَلُ الأرْضُ مَوْتاهُمْ إذا قُبِروا |
|
وكَيْفَ تَقْبَلْ رِجساً بَيـنَ أثْوابِ |
إنَّ الّذي عاشَ غَـدّاراً بِذِمَّتِهِ |
|
وماتَ هُزْلاً قَتيلُ اللهِ بِالزَابِ (٤) |
ما شُـقَّ جَيْبٌ ولا ناحَتْكَ نائِحَةٌ |
|
ولا بَكَتْكَ جِيادٌ عِنْدَ أسْلابِ |
[البسيط]
وقال عمـير السلمـي ـ الّذي كان علـى ميسـرة ابن زياد ـ يـذمّ جـيش ابن زياد :
وما كانَ جَيْشٌ يَجمَعُ الخَمْرَ والزِنا |
|
مُحِلاً إذا لاقَى العَدُوَّ لِيُنْصَرا |
[الطويل]
وأنفذ إبراهيم برأس عبيد الله بن زياد ورؤوس قوّاده وفيها رأس الحصين بن نمير إلى المختار وفي آذانهم رقاع فيها أسماؤهم ، فقدموا عليه وهـو يتغـدّى ، فحمد الله على الظفر ، فلمّا فرغ من الغداء قام فوطىَ وجه ابن زياد بنعله ، ثمّ رمى بها إلى غلامه ، وقال : اغسلها فإنّي وضعتها على وجه نجس كافر.
وأُلقيت الرؤوس في القصر بين يديه ، فألقاها في المكان الذي وضـع
____________
(١) قال الفيروآبادي : يزيد بن ربيعة بن مفرِّغ : شاعر ، جدّه راهن على أن يشرب عسّاً من لبن ففرّغه شرباً. القاموس المحيط ٣ / ١١١ مادّة «فـرغ».
(٢) هتّكن عنه ستوراً بعد أبواب ـ خ ل ـ.
(٣) الكودن : الفرس الهجين ، أي : غير العتيق. (منه).
(٤) الزاب : نهر بين الموصل وإربل ، وبين بغداد وواسط ، والزاب أيضاً : كورة عظيمة. مراصـد الاطّلاع ٢ / ٦٥٢ ـ ٦٥٣.