فيه رأس الحسين عليه السلام ورؤوس أصحابه ، ونصب المختار رأس ابن زياد في المكان الذي نصب فيه رأس الحسين عليه السلام ، ثمّ ألقاه في اليوم الثاني في الرُحْبة مع الرؤوس.
ولمّا وضع رأس ابن زياد أمام المختار جاءت حيّة دقيقة فتخلّلت الرؤوس حتّى دخلت في فم عبيد الله بن زياد ، ثمّ خرجت من منخره ودخلت في منخره وخرجت من فيه ، فعلت هذا مراراً ، فقال المختار : دعوها دعوها.
قال ابن الأثير : أخرج هذا الترمذي في جامـعه.
وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : وضعت الرؤوس عند السـدّة بالكوفـة عليها ثـوب أبيض فكشفـنا عنها الثوب وحيّـة تتغلغل في رأس عبيد الله ، ونصبت الرؤوس في الرحبة ..
قال عامر : ورأيت الحيّة تدخل في منافذ رأسه وهو مصلوب مراراً (١).
قال سبط ابن الجوزي (٢) : وفي رواية : فعلت ذلك ثلاثة أيّام.
ثمّ إنّ المختار بعث برأس عبيد الله بن زياد ، ورأس الحصين بن نمير ، ورأس شراحيل بن ذي الكلاع إلى مكّة إلى محمّـد بن الحنفيّة ومعها ثلاثون ألف دينار ، وكتب إليه : إنّي بعثت أنصاركم وشيعتكم إلى عدوّكم فخرجوا محتسبين أسفين فقتلوهم ..
____________
(١) انظر : عقاب الأعمال : ٢٦٠ ح ٩ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٤ / ٦١ ، ذوب النضار : ١٤٣.
(٢) تذكرة الخواصّ : ٢٨٦.