بعد ذكر هذا الإشكال : «فربّما يدفع بأنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصـوص السـبب» (١)ُ.
الوجه الثاني : إنّ الحديث لم تنحصر موارده باستخلاف عليّ على المدينة في غزوة تبوك ، ليتشـبّث الخصم بتخصـيصه ... فذكر رحمه الله موارد عديدة ، مستنداً فيها إلى كتب القوم.
قلت :
وقد كتبت سابقاً رسالةً (٢) في موارد حديث المنزلة ، وصحّحت بعض أسانيدها ، وأنا ذاكرٌ هنا خلاصة تلك الرسالة :
المـورد ١ و ٢ : المؤاخاة الأُولى والثانية ؛ روى ذلك : أحمد بن حنبل (٣) ، والطبراني (٤) ، وأبو نعيم (٥) ، وابن عساكر (٦) ، وغيرهم ..
رووه عن ابن أبي أوفى ، ومحدوج بن زيد الذهلي ، وعبـد الله بن العبّـاس ، وأنس بن مالك ، وعمر بن الخطّاب ، ويعلى بن مرّة.
وسيأتي بعض الكلام على قضـيّة المؤاخاة وأنّها كانت مرّتين ، وأنّ ابن تيمـيّة كذّبها بالمرّة.
المـورد ٣ و ٤ : عند ولادة الحسـن وولادة الحسـين عليهما السلام ؛
____________
(١) شـرح المقاصـد ٥ / ٢٧٥.
(٢) مطبوعة في آخر الجزء (١٨) من كتابنا الكبير نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار.
(٣) كما في كنز العمّال ٩ / ١٦٧ ح ٢٥٥٥٤ ، وج ١٣ / ١٠٥ ح ٣٦٣٤٥.
(٤) المعجم الكبير ١١ / ٦٢ ح ١١٠٩٢.
(٥) كما في طريق ابن عساكر.
(٦) تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٢ ـ ٥٣ وص ١٦٩.