ولم أرَ في حديثه إذا روى عن ثقة شيئاً منكراً ، وإنّما يؤتى ذلك إذا حدَّث عن ضـعيف» (١) .. هذا أوّلاً.
وثانياً : فإنّ السـعدي الجوزجاني لا يعتمدون على تجريحاته ، كما نصّ عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره.
هذا ، ولم يذكر الرجل في شيء من كتب الضعفاء والمتروكين للنَسائي والبخاري والدار قطـني ، وأورده الذهـبي في المغـني (٢) فلم يذكر إلاّ قدح الجوزجاني ، وقد عرفت ما فيه.
والظاهر وقوع الخلط على ابن حجر بينه وبين رجلٍ آخر ، فليتأمّل.
وعلى الجملة ، فهذا القدر يكفينا للاحتجاج على ضوء القواعد المقررّة.
* وأمّا «جرير» و «ليث» و «مجاهد» : فأئمّة أعلام عندهم بلا خلاف بينهم.
وتلخّص :
أوّلاً : إنّ حديث المنزلة صحيح سنداً ، بل هو من أشهر الأحاديث المتواترة عن رسول الله ، فالطعن في سنده تعصُّـب.
وثانياً : إنّه ناظرٌ إلى الآيات الواردة في منازل هارون من موسى ، وهي : «الأُخوّة» (٣) و «الوزارة» (٤) و «القرابة القريبة» (٥) و «الخلافة» (٦)
____________
(١) الكامل في الضعفاء ـ لابن عدي ـ ٣ / ٤٠٩.
(٢) المغني ١ / ٢٢٩.
(٣) سورة مريم ١٩ : ٥٣.
(٤) سورة طـه ٢٠ : ٢٩ ، سورة الفرقان ٢٥ : ٣٥ ، سورة القصص ٢٨ : ٣٤.
(٥) سورة طـه ٢٠ : ٢٩ و ٣٠.
(٦) سورة الأعراف ٧ : ١٤٢.