عليه [وآله] وسلّم : اكتبوا لي من تلفّظ بالإسلام من الناس ، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة رجل ...».
وأنّهم كتبوا عنه القرآن والسُـنّة ، وكانوا يدركون أهمّية ذلك ، خلافاً لِما يقوله غير الشيعة ؛ فعن ابن عبّـاس ـ كما في سنن البيهقي ٦ / ١٦ ـ قال : «كانت المصاحف لا تباع ، كان الرجل يأتي بورقه عند النبيّ صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم فيقوم الرجل فيحتسب فيكتب ، ثمّ يقوم آخر فيكتب ، حتّى يفرغ من المصحف».
وعن الإمام الصادق عليه السلام ـ كما في الكافي ٥ / ١٢١ ـ : «عن روح بن عبـدالرحيم ، قال سألته عن شراء المصاحف وبيعها ، فقال : إنّما كان يوضع الورق عند المنبر وكان ما بين المنبر والحائط قدر ما تمرّ الشاة أو رجل منحرف ، قال : فكان الرجل يأتي ويكتب من ذلك ...». انتهى.
كما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يهتم بتدوين الأحكام وإرسالها إلى الأمصار ؛ فقد روى البيهقي في سُـننه ١ / ٣٠٩ : «إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسُـنن والديات ، وبعث به مع عمرو ابن حزم». انتهى.
كما أنّه صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصاً على أن يملي على عليّ عليه السلام كلّ ما يحتاج إليه الأئمّة الاثنا عشر من بعده عليهم السلام ؛ ففي بصائر الدرجات : ١٨٧ : «عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام : اكتب ما أُملي عليك. قال عليّ عليه السلام : يا نبيّ الله! وتخاف عليَّ النسيان؟! قال : لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يُحفظك فلا يُنسيك ، لكن اكتب لشركائك. قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله؟ قال : الأئمّة من ولدك ، بهم تسقى أُمّتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف البلاء عنهم ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وهذا أوّلهم ، وأومأ بيده إلى الحسن ، ثمّ هذا ، وأومأ