والشاعر هو : إسحاق بن إبراهيم بن ميمون ، أبو محمّـد ، فارسي الأصل ، من بيتٍ شريف وعائلة كريمةٍ.
هرب جدّه ميمون من جور بعض عمّال بني أُميّة ، فنزل بالكوفة في بني عبـد الله بن دارم ، وتزوّج منهم ، ثمّ مات وخلّف إبراهيم طفلاً ، فكفله آل خزيمة بن خازم.
وإنّما لُقّب بالموصليّ ؛ لأنّه في أول شبابه صحبَ الصعاليق وتعلّم منهم الغناء ، فمنعه أخواله من ذلك ، فهرب إلى الموصل وبقي فيها سنة كاملة ، فلمّا رجع إلى الكوفة تلقّاه الفتيان وقالوا له : مرحباً بالفتى الموصليّ.
عاصر إسحاق خمسة من خلفاء بني العبّـاس ، وكان نديماً ومغنّياً لهم : الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكّل. ومات في أواسط خلافة المتوكّل في رمضان سنة ٢٣٥ هـ.
عُرف بجودة الغناء ، حتّى طغت عليه هذه الصفة ، مع أنّه قد درس عدّة علوم وبرع فيها كالفقه والحديث والأدب ، وروى عن جمع من المحدّثين ، مثل : مالك بن أنس ، وسفيان بن عُيينة ، وهُشيم بن بشير ، وإبراهيم بن سعد ، وأبو معاوية الضرير ، وروح بن عبادة ، وغيرهم من شيوخ العراق والحجاز.
وأراد المأمون أن يولّيه القضاء ، فمنعه من ذلك جماعة ؛ لشهرته بالغناء (١) ..
(٩)
نحـنُ قَتَـلْـنا سيّـدَ الخَزْ |
|
رَجِ سعدَ بنَ عُبادَهْ |
____________
(١) الأغاني ٥ / ١٦٩ و ٢٧٨ و ٤٤٤.