ورَمَيْنـاهُ بسَهْـمَـيْنِ |
|
فَلَمْ نُـخْطِ فُؤادَهْ |
استشهد بهما في كتابه جامع المقاصد على كراهة البول في جِحَرة الحيوان ؛ لاحتمال وجود حيوان فيه فيلسعه ؛ فقد علّق على قول العلاّمة : (يكره البول في الصلبة ... وجِحَرةِ الحيوان) قائلاً : هي بكسر الجيم وفتح الحاء والراء المهملتين ، جمع جحر ؛ للنهي عنه (١) ، ولأنّه لا يؤمن خروج حيوان يلسعه ، فقد حُكي أنّ سعد بن عبادة بال في جحر بالشام فاستلقى ميّتاً ، فسُمعت الجنّ تنوح عليه بالمدينة وتقول : ... ـ وذكر البيتين ـ (٢).
وقد اختلف المؤرّخون في نسبة هذين البيتين للجنّ وموت سعد بهذه الطريقة ، مع اتّفاقهم على عدم بيعته لأبي بكر في السقيفة وخروجه إلى الشام ..
قال الطبري في تأريخه : قال هشام ، عن أبي مخنف : قال عبـدالله بن عبـد الرحمن : فأقبل الناس من كلّ جانب يُبايعون أبا بكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة ، فقال ناس من أصحاب سعد : اتّقوا سعداً لا تطؤوه.
فقال عمر : اقتلوه قتله الله!
ثمّ قام على رأسه فقال : لقد هممتُ أن أطأك حتّى تُنْدرَ عَضُدك (٣).
فأخذ سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصتَ منه شعرة ما رجعتَ وفي فيك واضحة (٤).
فقال أبو بكر : مهلاً يا عمر! الرفق ها هنا أبلغ ؛ فأعرض عنه عمر.
____________
(١) سنن أبي داود ١ / ٨ ح ٢٩ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ١٨٦.
(٢) جامع المقاصد ١ / ١٠٤.
(٣) أي : تزال عن موضعها. الصحاح ٢ / ٨٢٤ مادّة «ندر».
(٤) وهي الأسنان التي تبدو عند الضحك. الصحاح ١ / ٤١٦ مادّة «وضـح».