إليه كلّ واحد منهما سهماً فقتلاه ، وأرادت العامّة ستر ذلك فاشهروا أنّ طائفة من الجنّ قتلت سعداً ؛ لأنّه بال قائماً.
واعتُرضَ عليهم بأنّهم يجعلون ذنب سعد بوله قائماً ، مع أنّ البخاري في صحيحه عدّ ذلك من السُنن النبوية ، فكيف أدّى ما ادّعوا كونه سُـنّة إلى قتل الجنّ له؟!
ولمّا تفطّنوا لذلك قالوا : إنّ السبب أنّه بال يوماً في جحرٍ فاستلقى ميّتاً ، ولم يُرَ قاتله ، لكن سمعوا صوتاً من الجنّ وقد صعدت بعض الأشجار وهي تضرب بالدفّ وتقول : ... ـ وذكر البيتين ـ (١).
وسعد بن عبادة صحابيّ جليل ، ذكره جمع من المؤرّخين وأصحاب السير وأثنوا عليه كثيراً ..
قال الكشيّ في ترجمة ابنه قيس : وسعد لم يزل سـيّداً في الجاهلية والإسلام ، وأبوه وجدّه وجدّ جدّه لم يزل فيهم الشرف ، وكان سعد يُجير فيُجار ؛ وذلك له لسؤدده ، ولم يزل هو وأبوه أصحاب إطعام في الجاهلية والإسلام ، وقيس ابنه بعد على مثل ذلك (٢).
وقال الشيخ المامقاني : إنّه وقع في طريق الصدوق في باب ما يجب من التعزير والحدود (٣).
وقال ابن عبـد البرّ في الاستيعاب : كان عقبيّاً نقيباً سـيّداً جواداً مقدّماً وجيهاً ، له سيادة ورئاسة يعترف له قومه بها (٤).
____________
(١) تنقيح المقال ٢ / ١٦.
(٢) رجال الكشّي : ١١١ رقم ١٧٧.
(٣) تنقيح المقال ٢ / ١٦.
(٤) الاستيعاب ٢ / ٤٠ ، وانظر : أُسـد الغابة ٢ / ٢٨٤.