ويلاحظ : إنَّ في كلامه تسامحاً في التعبير ، يجعله غير مانع من دخول جمع المؤنّث السالم في جمع التكسير ، وإن أمكن الاحتراز عن دخوله بما ذكره أخيراً من قوله : «لأنّه لم يأتِ على حدّ التثنية».
وعنونه ابن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) بـ : «الجمع المكسّر» ، قال : «هذا الجمع سمّي مكسّراً ؛ لأنَّ بناء الاسم الواحد يغيّر فيه» (١).
وممّن تابعه على استعمال هذا العنوان : السيرافي (٢) ، والزمخشري (٣) ، وابن الحاجب (٤).
ويستفاد من كلام ابن السرّاج أنّه يعرّف جمع التكسير بأنّه : الجمع الذي يتغيّر فيه بناء الواحد.
وسوف نرى أنَّ معظم التعاريف التي طرحها النحاة تدور حول هذا المضمون وإن اختلفت ألفاظها ؛ فقد عرّفه الزبيدي (ت ٣٧٩ هـ) بأنّه : «الذي يتغيّر فيه بناء الواحد عمّا كان عليه من حركة أو سكون» (٥).
وعرّفه ابن جنّي (ت ٣٩٢ هـ) بأنّه : «كلّ جمع تغيّر فيه نظم الواحد وبناؤه» (٦).
وعرّفه الحريري (ت ٥١٦ هـ) بقوله : «كلّ جمع تغيّر فيه لفظ
____________
(١) الموجز في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق مصطفى الشويمي وبن سالم دامرجي : ١٠٢.
(٢) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبـد السلام هارون ٢ / ٢٤٤ (حاشية الصفحة).
(٣) شرح الأُنموذج في النحو ، عبـد الغني الأردبيلي ، تحقيق حسني عبـد الجليل يوسف : ٩٨.
(٤) الإيضاح في شرح المفصّل ، ابن الحاجب ، تحقيق موسـى بنّاي العليلي ١ / ٥٣٥.
(٥) الواضح في علم العربية ، أبو بكر الزبيدي ، تحقيق أمين علي السـيّد : ٦٨.
(٦) اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : ٢٢.