ومن حذّاق المشجّرين : عبـد الحميد الأوّل بن عبـد الله بن أُسامة النسّابة الكوفي ...
ومن حذّاقهم : ابن عبـد السميع الخطيب النسّابة ، صنّف الكتاب الحاوي لأنساب الناس ...
وأمّا المبسـوط : فقد صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة ؛ فممّن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلاّم ، ويحيى أبو الحسين بن الحسن بن جعفر الحجّة العبيدلي النسّابة ، صاحب مبسوط نسب الطالبيّين.
والمبسوطات أكثر من المشجّرات.
ووضع المبسـوط أن يبدأ بالأب الأعلى ، ثمّ يذكر ولده لصلبه ، ثمّ يبدأ بأحد أُولئك الأولاد ، فيذكر ولده إن كان له ولد ، فإذا انتهوا انفلت إلى ولد أخيه ، ثمّ إلى ولد واحد واحد من الأُخوة حتّى يأتي على الأُخوة ، ثمّ يعود إلى ولد ولد الأوّل ، ثمّ إلى ولد ولد إخوته ، وكذلك إلى أن يصل إلى الغاية التي يريد أن يقطع عليها ، وفي أثناء ذلك أخبار ، وأشعار ، وإشارات ، وتعريفات ، وألقاب ، وأنباز ، وحلي ، وبالله العصمة والتوفيق.
والفروق الظاهرة المشاهدة بينهما ـ المشجّر والمبسوط ـ كثيرة ، وإنّما الفرق الخفي هو أنّ المشجّر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ، ثمّ يترقّى أبا فأباً إلى البطن الأعلى.
والمبسـوط يبتدأ فيه بالبطن الأعلى ، ثمّ ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل.
وخلاصـة ذلك : أنّ المشجّر يقدّم فيه الابن على الأب ، والمبسّط عكسه يقدّم فيه الأب على الابن. انتهى.
* * *