الالتزام ، كالسُـنن التي أسلفناها في المراجعة ٤٨ ..
وكقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض (١) ..
وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني (٢) ..
وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حديث عبد الرحمن بن عوف (٣) : والذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ، ولتؤتنّ الزكاة ، أو لأبعثنّ إليكم رجلاً منّي أو كنفسي .. الحديث ، وآخره : فأخذ بيد عليّ ، فقال : هو هذا ..
إلى ما لا يحصى من أمثال هذه السُـنن ، وهذه فائدة جليلة ألفت إليها كلّ غوّاص عن الحقائق ، كشّاف عن الغوامض ، موغل في البحث بنفسه لنفسه ، لا يتبع إلاّ ما يفهمه من لوازم تلك السُـنن المقدّسة ، بقطع النظر عن العاطفة».
* * *
____________
(١) أخرجه الحاكم في ص ١٢٤ ج ٣ من المستدرك ، والذهبي في تلك الصفحة من تلخيصه مصرّحين بصحّته ، وهو من الأحاديث المستفيضة ..
ومن ذا يجهل كون عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ بعد صحاح الثقلين ـ الكتاب والعـترة ـ فقف على ما أوردناه منها في المراجـعة ٨ ، واعرف حقّ إمام العترة وسـيّدها لا يدافع ولا ينازع.
(٢) أخرجـه الخـطيب من حـديث البـراء ، والديلمي من حديث ابن عبّـاس ، ونقله ابن حجر في ص ٧٥ من صواعقه ، فراجع الحديث ٣٥ من الأربعين حديثاً التي أوردها في الفصل ٢ من الباب ٩ من صواعقه.
(٣) وهو الحديث ٦١٣٣ ص ٤٠٥ ج ٦ من كنز العمّال ، وحسبك حجّة على أنّ عليّاً كنفس رسول الله آية المباهلة على ما فصّله الرازي في معناها من تفسيره الكبير (مفاتيح الغيب) ص ٤٨٨ ج ٢ ، ولا يفوتنّك ما ذكرناه في مباحث الآية من كلمتنا الغرّاء.