جندب : أنّ حذيفة قال : ما كلام أتكلّم به يردّ عنّي عشرين سوطاً ، إلاّ كنت متكلّماً به.
خالد ، عن أبي قلابة ، عن حذيفة ، قال : إنّي لأشتري ديني بعضه ببعض ؛ مخافة أن يذهب كلّه (١).
أبو نعيم : حدّثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى ، قال : بلغني أنّ حذيفة كان يقول : ما أدركَ هذا الأمر أحد من الصحابة إلاّ قد اشترى بعض ديـنه ببعض. قالـوا : وأنـت؟ قال : وأنا والله ، إنّي لأدخـل على أحدهـم ـ وليس أحد إلاّ فيه محاسن ومساوئ ـ فأذكر من محاسنه وأُعرض عمّا سوى ذلك» (٢).
وروى الديلمي في إرشاد القلوب حادثة أُخرى مشابهة ـ هي المحاولة الثانية لأصحاب عقبة تبوك ـ وقعت عقب بيعة غدير خمّ وتنصيب الرسول صلى الله عليه وآله الإمام عليّ عليه السلام خليفة من بعده ؛ إذ اجتمعوا «ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب ، وأجالوا الرأي فاتّفقوا على أن ينفروا بالنبيّ صلى الله عليه وآله ناقته على عقبة الهريش ، وقد كانوا صنعوا مثل ذلك في غزوة تبوك ، فصرف الله الشرّ عن نبيّه صلى الله عليه وآله ..
فاجتمعوا في أمر رسول الله من القتل والاغتيال واستقاء السمّ على غير وجه ، وقد اجتمع أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله من الطلقاء من قريش والمنافقين من الأنصار ، ومَن كان في قلبه الارتداد من العرب في المدينة ، فتعاقدوا وتحالفوا على أن ينفروا به ناقته ، وكانوا أربعة عشر رجلاً ، وكان من عزم رسول الله أن يقيم عليّاً عليه السلام وينصبه للناس بالمدينة إذا قدم ، فسار
____________
(١) حلية الأولياء ١ / ٢٧٩.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٦٨.