رسول الله ...» ، وذكر واقعة غدير خمّ ..
وقال : «قال حذيفة : ودعاني رسول الله ودعا عمّار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها حتّى إذا صرنا في رأس العقبة ثار القوم من ورائنا ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله ...» ، ثمّ ذكر تفاصيل الحدث قريب ممّا جرى في عقبة تبوك ..
«قال حـذيفة : فقلت ـ أي لرسول الله صلى الله عليه وآله ـ : ومَن هؤلاء المنافقون يا رسول الله! أمن المهاجرين أم الأنصار؟ فسمّاهم لي رجلاً رجلاً حتّى فرغ منهم ، وقد كان فيهم أُناس أكره أن يكونوا منهم فأمسكت عن ذلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا حذيفة! كأنّك شاكّ في بعض مَن سمّيت لك؟! ارفع رأسك إليهم. فرفعت طرفي إلى القوم وهم وقوف على الثنية ، فبرقت برقة فأضاءت جميع ما حولنا وثبتت البرقة حتّى خلتها شمساً طالعـة ، فنظرت والله إلى القوم فعرفتهم رجلاً رجلاً ، وإذا هم كما قال رسـول الله ، وعدد القوم أربعة عشـر رجلاً ، تسـعة من قريش وخمسـة من سائـر الناس ...» (١).
وقد ذكرنا في حلقات سابقة ما رواه مسلم في صحيحه عن قيس بن عبّاد : «قال : قلت لعمّار : أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر عليّ ، أرأياً رأيتموه أو شيئاً عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله؟!
فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله شيئاً لم يعهده إلى الناس كافّة ، ولكن حذيفة أخبرني عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال : في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، منهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط» (٢).
____________
(١) راجع تفاصيل الحادثة والأسماء في : إرشاد القلوب : ٣٣٠ ـ ٣٣٢.
(٢) صحيح مسلم ٤ / ٢١٤٣ ح ٩ ، كتاب صفات المنافقين.