وقد أخرجه الحاكم أيضاً في باب ذكر زيد بن أرقم من المستدرك (١) مصرّحاً بصحّته ، والذهبي ـ على تشدّده ـ صرّح بهذا أيضاً في ذلك الباب من تلخيصه ، فراجع.
وأخرج الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم (٢) ، قال : نزلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بواد ، يقال له : وادي خمّ ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير ، قال : فخطبنا ، وظلّل لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فقال : ألستم تعلمون ، أولستم تشهدون أنّي أوْلى بكلّ مؤمن من نفسه؟! قالوا : بلى. قال : فمَن كنت مولاه ، فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
وأخرج النسائي عن زيد بن أرقم (٣) ، قال : لمّا دفع النبيّ من حجّة الوداع ونزل غدير خمّ ، أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : كأنّي دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ..
ثمّ قال : إنّ الله مولاي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن ، ثمّ إنّه أخذ بيد عليّ ، فقال : مَن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللّهم وال مَن والاه ، وعاد مَن عاداه.
قال أبو الطفيل : فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (٤)؟!
____________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٣٣.
(٢) في ص ٣٧٢ ج ٤ من مسنده.
(٣) ص ٢١ من الخصائص العلوية عند ذكر قول النبيّ : من كنت وليّه فهذا وليّه.
(٤) سؤال أبي الطفيل ظاهر في تعجّبه من هذه الأُمّة إذ صرفت هذا الأمر عن عليّ مع