سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، يوم الجحفة ، فأخذ بيد عليّ وخطب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس! إنّي وليّكم ، قالوا : صدقت يا رسول الله. ثمّ رفع يد عليّ ، فقال : هذا وليّي ، ويؤدّي عنّي دَيني ، وأنا موالٍ من والاه ، ومعادٍ من عاداه ..
وعن سعد أيضاً (١) ، قال : كنّا مع رسول الله ، فلمّا بلغ غدير خمّ ، وقف للناس ثمّ ردّ من تبعه ، ولحق من تخلّف ، فلمّا اجتمع الناس إليه ، قال : أيّها الناس! مَن وليّكم؟ قالوا : الله ورسوله. ثمّ أخذ بيد عليّ فأقامه ، ثمّ قال مَن كان الله ورسوله وليّه ، فهذا وليّه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه.
والسُـنن في هذه كثيرة لا تحاط ولا تضبط ، وهي نصوص صريحة بأنّه وليّ عهده وصاحب الأمر من بعده ، كما قال الفضل بن العبّاس بن أبي لهب (٢).
وكان وليّ العهد بعد محمّدّ |
|
عليّ وفي كلّ المواطن صاحبه |
ما الوجه في الاحتجاج به مع عدم تواتره؟
[حديث الغدير متواتر عندنا وعند الجمهور ؛ فلذا يتمّ الاحتجاج به على الإمامة على أُصول الفريقين ، وممّا يدلّ على ذلك :]
١ ـ النواميس الطبيعية تقضي بتواتر نصّ الغدير.
٢ ـ عناية الله عزّ وجلّ به.
____________
(١) في ما أخرجه النسائي صفحة ٢٥ من خصائصه.
(٢) من أبيات له أجاب فيها الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، في ما ذكره محمّد محمود الرافعي في مقدّمة شرح الهاشميات صفحة ٨.