الأُمّة بالفرقة والاختلاف يكفّر بعضهم بعضاً ، والله تعالى يقول : (ولاتكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات) (١)؟! فمَن الموثوق به على إبلاغ الحجّة وتأويل الحكمة ، إلاّ أهل الكتاب وأبناء أئمّة الهدى ومصابيح الدجى؟! ...» (٢).
الحادية عشرة :
إنّ جملة من أتباع الشيخين قد ذهبوا إلى وجود النصّ من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عليهما ..
قال التفتازاني : المبحث الرابع : الجمهور على انّه (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) لم ينصّ على إمام ، وقيل : نصّ على أبي بكر (رض) نصّاً خفيّاً ، وقيل : جليّاً.
وقالت الشيعة : على عليّ (كرّم الله وجهه) خفيّاً ، والإمامية منهم : جليّاً أيضاً (٣). انتهى.
وقال في شرح كلامه السابق : ذهب جمهور أصحابنا والمعتزلة والخوارج إلى أنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم ينصّ على إمام بعده ، وقيل : نصّ على أبي بكر ؛ فقال الحسن البصري : نصّاً خفيّاً ، وهو تقديمه إيّاه في الصلاة ، وقال بعض أصحاب الحديث : نصّاً جليّاً (٤).
ثمّ إنّ التفتازاني يناقض نفسه ؛ فمع إنكاره للقول بالنصّ يستدلّ على
____________
(١) سورة آل عمران ٣ : ١٠٥.
(٢) كشف الغمّة ٢ / ٩٨ ـ ٩٩ ، بحار الأنوار ٢٧ / ١٩٣ ح ٥٢.
(٣) شرح المقاصد ٥ / ٢٥٨.
(٤) شرح المقاصد ٥ / ٢٥٩.