ويصف الشاعر صالح الجعفري (ت ١٣٩٧ هـ) قصائد العلاّمة البلاغي بـ : «الأوابد» (١) بقوله :
هذِي أوابِدُكَ الـغَرَّاءُ خـالِدَة |
|
ما طاقُ كِسْرى وما الحَمْراءُ ما الهَرَمُ (٢) |
وأثناء دراستنا لحياة العلاّمة البلاغي ومراجعتنا للكثير من المصادر المتوفّرة لدينا ، حاولنا ـ قدر الإمكان ـ الوقوف على أكبر عدد ممكن من قصائده ومقطوعاته الشعرية ، فلم نُوفّق إلاّ في العثور على أربع عشرة قصيدة من شعره ، الذي نظمه في مناسبات مختلفة ، ولعلّ السبب الرئيسي في ضياع شعره رحمه الله هو عدم عنايته بجمعه وإظهاره ؛ إذ كان متواضعاً إلى درجة كبيرة وصلت إلى حدّ نكران الذات.
والأبواب التي طرقها البلاغي في شعره متعدّدة ، فأكثره كان في مدح أهل البيت عليهم السلام ورثائهم ، وهو غرضٌ يسمو على أغلب الأغراض الشعرية المعروفة عند الشعراء ، وقد سجّل البلاغي تقدّماً ملموساً في هذا المضمار.
وباقي شعره في تهنئة خليل ، أو رثاء عالم جليل ، أو في حالة الحنين إلى الأخلاّء يحتّمه عليه واجب الوفاء ، أو في الدفاع عن رأي علمي ، أو شرح عقيدة أو فكرة فلسفية بطريقة المعارضة الشعرية ..
فله ثلاث قصائد في ذكر الإمام الحجّة المهدي ـ عجلّ الله تعالى فرجه الشريف ـ.
وقصيدتان في رثاء ومولد الإمام الحسين عليه السلام.
وقصيدة في ثامن شوّال ، اليوم الذي هُدمت فيه قبور أئمّة الهدى
____________
(١) الأوابـد : القصائد الخالدة. الصحاح ٢ / ٤٣٩ مادّة «أبد».
(٢) ديوان الجعفري : ٢٩١.