نحو : صَحْب ورَكْب في التعريف ، وإن أمكن إخراجه بما ذكروه.
وقال ابن عصفور (ت ٦٦٩ هـ) : «اسم الجمع ، ما ليس له واحد من لفظه ، نحو : قوم ؛ لأنّ واحده رجل ، ونحو : إبل ؛ فإنّ واحده ناقة أو جـمل» (١).
وفيه شيء من المسامحة ، وكان ينبغي أن يصدّره بـ : (ما دلَّ على أكثر من اثنين) ، أو : (ما دلَّ على جماعة).
وقال ابن مالك (ت ٦٧٢ هـ) في التعريف بالجمع واسم الجمع ، وبيان الفارق بينهما : «كلّ اسـم دلّ على أكثر من اثنين ولا واحد له من لفظه ، فهو جمع واحد مقدّر إن كان على وزن خاصّ بالجمع أو غالب فيه ، وإلاّ فهو اسم جمع ، فإن كان له واحد يوافقه في أصل اللفظ دون الهيئة وفي الدلالة عند عطف أمثاله عليه فهو جمع ، ما لم يخالف الأوزان الآتي ذكرها ، أو يساوِ الواحد دون قبح في خبره ووصفه والنسبة إليه ... فإن كان كذلك فهو اسم جمع ... لا جمع ، خلافاً للأخفش في رَكْب ونحوه» (٢).
ويستفاد من كلامه أنّ من شروط كون الاسم الدالّ على أكثر من اثنين جمعاً اصطلاحياً :
* أوّلاً : أن يكون على وزن خاصّ بالجمع أو غالب فيه.
* ثانياً : أن لا يكون مساوياً للمفرد في خبره ووصفه والنسبة إليه.
وعليه يثبت أنّ مثل : (ركب) اسم جمع وليس جمعاً لراكب ؛ لأنّه لم يأتِ على وزن خاصّ بالجمع أو غالب فيه ، ولأنّه مساوٍ للمفرد في خبره
____________
(١) شرح جُمل الزجّاجي ، ابن عصفور ، تحقيق صاحب أبو جناح ١ / ١٤٧.
(٢) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، ابن مالك ، تحقيق محمّد كامل بركات : ٢٦٧.