والتذلّل لله تعالى ، ولا سيّما أنّ الصلاة هي عماد الدين.
وقد قيل للإمام جعفر الصادق عليه السلام : أخبرني عمّا يجوز السجود عليه وعمّا لا يجوز؟
قال عليه السلام : لا يجوز السجود إلاّ على الأرض ، أو على ما أنبتت الأرض إلاّ ما أُكل أو لبس.
فقال له : جعلت فداك ، ما العلّة في ذلك؟
قال عليه السلام : لأنّ السجود خضوع لله عزّ وجلّ ، فلا ينبغي أن يكون على ما يُؤكل ويُلبس ؛ لأنّ أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون ، والساجد في سجوده في عبادة الله عزّ وجلّ ، فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الّذين اغترّوا بغرورها ، والسجود على الأرض أفضل (١).
إذاً لا يمكن السجود على ما مرّ ذكره إلاّ على الأرض ، أو ما أنبتت غير مأكول أو ملبوس.
وكثير ممّن يحاول أن يدسّ السمّ ويكفّر المذهب الشيعي يقول : إنّ الشيعة يعبدون شيئاً يسجدون عليه!
ونقول : إنّ الشيعة في سجودهم يسجدون على قطعة من تراب طاهرة ، ولا يسجدون لها ، حسب المفهوم الخاطئ ، وليس كلّ مسجود عليه معبوداً ، وإلاّ لكان الساجد على السجّاد عابداً له.
علماً بأنّ الشيعة لم تعدّ السجود على التربة من واجبات صلاتهم ، والدليل على ذلك سجودهم في الحرم المكّي ، أو مسجد الرسول ، على أرضيتهما المقدّسة ، والأرضية هذه مفروشة بالبلاط ، وكما قلنا سابقاً تعدّ
____________
(١) علل الشرائع ١ / ٣٧ ح ١ باب ٤٢.