من مسمّيات الأرض ؛ فيجوز السجود عليها.
وبعد هذا المطاف نعود ونقول : أهنالك مانع بأن نصنع بديلاً لتراب الأرض تتواجد فيها صفات الطهارة كافّة ، ويكون سبباً لاطمئنان المسلم بصحّة سجوده في صلاته؟!
والجواب : لا مانع من ذلك ؛ ولهذا وجدت «التربة الحسينية» ؛ إذ أنّها بما تحمله من قدسية الأرض المأخوذة منها من ناحية ، واجتماع الشروط التعبّدية فيها من ناحية أُخرى ، صارت البديل الأمثل لتراب الأرض.
ولو تمعّن المسلم لوجد أنّ الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ذكر هذه التربة في أكثر من مورد ، وقد أقبل بها جبرئيل ، وأخبره بأنّ ابن ابنته يقتل بها ، وقد أعطى الرسول هذا التراب إلى أُمّ المؤمنين السيّدة أُمّ سلمة وصرّته ، كلّ هذا ذكره أصحاب التواريخ والسير (١).
إذاً لماذا لا تكون لهذه الأرض قدسيّة خاصّة؟! وما المانع لو جُعل منها شيء يبقى على مدى التاريخ ، مذكّراً بما جرى لعترة الرسول من بعده في طفّ كربلاء ، ويكون شاهداً وحاضراً للأجيال على مرّ السنين ، لكي تبقى هذه الجريمة البشعة عالقة في الأذهان ، والتي ارتكبت في فترة مظلمة من تاريخ الأُمّة الإسلامية.
إنّ العلاّمة كاشف الغطاء قدس سره قد أحاط بالموضوع من جميع جوانبه ، وجعل طرحه مبنيٌّ على الأُسس والقواعد العلمية والفقهية ، متعرّضاً لمفهوم
____________
(١) مسند أحمد ١ / ٢٤٣ وص ٢٨٣ وج ٣ / ٢٤٢ ، و ٣ / ٢٦٥ وج ٦ / ٢٩٤ ، المعجم الكبير ٣ / ١٠٨ ـ ١١٠ ح ٢٨١٩ ـ ٢٨٢٢ ، العقد الفريد ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، دلائل النبوّة ٦ / ٤٦٨ ـ ٤٧٠ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ : ٢٣١ ـ ٢٣٤ ح ١ ـ ٦ ..
وسيأتي تمام البحث في صفحة ٣٥٢ وما بعدها.