واشـتهر بهذه الأوضاع أشخاص مشـهورون في ذلك العصر مثل : عبدالله بن سلام (١) ، وكعب الأحبار (٢) ، ووهب بن منبه (٣) ، وأمثالهم (٤).
ثمّ تتابعت القرون على هذه الخيمة ، وانتشرت هذه الخصلة الذميمة ؛
____________
الكفر والمعاصي ؛ فمن هذه الإسرائيليات التي نُسبت إليهم ، هي :
١ ـ لطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها.
وقال الثعالبي بخصوص هذه الحكاية الكاذبة في كتابه ثمار القلوب : أنا بريء من عهدة هذه الحكاية ؛ راجع : تاريخ الطبري ١ / ٢٥٦.
٢ ـ قضية داود عليه السلام مع زوجة أوريا الحثّي ؛ فلقد ذكرها كتابهم المقدّس في صموئيل الثاني ، الصحاح الحادي عشر والثاني عشر ، ودوّنها أيضا أصحاب التاريخ ، كما في تاريخ الطبري ١ / ٢٨٣.
وكما نقل هؤلاء عن سليمان عليه السلام ، وغيره.
وليت شعري ، كيف يصح أن ينسب مثل ذلك إلى نبيّ من الأنبياء؟!
(١) هو : عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ، أحد الأحبار ، كان حليفاً للأنصار ، ويقال : كان حليفاً للقواقلة من بني عوف بن الخزرج ، وكان اسمه في الجاهلية : الحصين ، وعندما أسلم سمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عبد الله ، ولمّا كانت الحرب قائمة بين عليّ عليه السلام ومعاوية اتّخذ سيفاً من خشب واعتزلها ، توفّي بالمدينة في خلافة معاوية سنة ٤٣ هـ ؛ انظر : الاستيعاب ٣ / ٩٢١ رقم ١٥٦١.
(٢) هو : كعب بن مانع بن ذي هجن ، المعروف بـ : كعب الأحبار ، من كبار علماء اليهود في اليمن ، أسلم في خلافة عمر ، خرج إلى الشام ، فسكن حمص وتوفّي فيها سنة ٣٢ هـ.
الإصابة ٥ / ٦٤٧ رقم ٧٥٠١ ، الأعلام ٥ / ٢٢٨.
(٣) هو : وهب بن مُنبه الأبناوي الصنعاني الذماري ، ولد بصنعاء عام ٣٤ هـ ، كان كثير الأخبار عن الكتب القديمة ، كان عالم بأساطير الأوّلين ، ولا سيّما الإسرائيليات ، أصله من أبناء فارس الّذين بعث بهم كسرى إلى اليمن.
قال ابن الجوزي فيه : قال أبو حفص الفلاس : كان ضعيفاً. توفّي بصنعاء عام ١١٤ هـ ..
انظر : سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٤ رقم ٢١٩ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠٠ رقم ٩٣ ، الضعفاء والمتروكين ـ لابن الجوزي ـ ٣ / ١٨٩ رقم ٣٦٨٣.
(٤) مثل : تميم بن أوس الداري ، وهو من نصارى اليمن.