ففي كلّ قرن أشخاص معروفون بالجعل ، وقد يعترفون به أخيـراً ، وأشهرهم بذلك زنادقة المسلمين المشهورين ، مثل : حمّاد الراوية (١) وزملائه ، ومثل : ابن أبي العوجاء (٢) ، وأمثالهم (٣).
____________
(١) هو : حمّاد بن أبي ليلى ، المعروف بـ : حمّاد الراوية ، مشهور برواية الأشعار والحكايات ، كانت ملوك بني أُميّة تقدّمه وتؤثره.
قال ابن حجر : وما علمت له حديثاً مسنداً ، وقال ثعلب : كان حمّاد الراوية مشهور بالكذب في الرواية ، وعمل الشعر وإضافته إلى المتقدّمين ، حتّى يقال : إنّه أفسد الشعر ، وقد عدّه بعضهم في الزنادقة ، توفّي ببغداد سنة ١٥٥ ، وفيه يقول الشاعر :
نعم الفتى لو كان يعرف ربّه |
|
ويقيم وقت صلاتـه حمّاد |
انظر : لسان الميزان ٢ / ٣٥٢ رقم ١٤٢٤ ، وفيات الأعيان ٢ / ٢٠٦ ـ ٢١٠.
(٢) هو : عبد الكريم بن أبي العوجاء ، خال معن بن زائدة ، زنديق مغتر ، قال أبو أحمد بن عدي : لمّا أُخذ ليُضرب عنقه ، قال : لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أُحرّم فيه الحلال ، وأُحلّ الحرام.
وقيل فيه : كان عبد الكريم يُفسد الأحداث ، فقال له عمرو بن عبيد : قد بلغني أنّك تخلو بالحدث من أحداثنا فتفسده وتستزلّه وتدخلُه في دينك ، فإن خرجت من مصرنا وإلاّ قمت فيك مقاماً آتي فيه على نفسك ، فلحق بالكوفة ، فدُلّ عليه محمّد ابن سليمان ، فقتله وصلبه بها ، وذلك في زمن المهدي ، وقال فيه بشّار :
قـل لعبد الكريم يابن أبي العو |
|
جـاء بعـت الإسلام بالكفر موقا |
لا تصلّي ولا تصـوم فإن صمـ |
|
ـت فبعض النهار صوماً رقيقـا |
لا تُبالي إذا أصبت من الخمـ |
|
ـر عتيقاً ألاّ تكون عتيقا |
ليت شعري غداةَ حلّيتَ في الجنـ |
|
ـد حنيفاً حُلّيت أمْ زنديقا |
انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ٣٦٨ رقم ٥١٧٢ ، الأغاني ٣ / ١٣٩ ، لسان الميزان ٤ / ٥١ رقم ١٤٤.
(٣) مثل : مطيع بن إياس بن أبي سلمة الليثي الكناني الكوفي ، الشاعر الماجن المشهور ، وعباد بن صهيب ، وأبو البختري وهب بن وهب ، وعمر بن هارون البلخي أبو حفص.
وللمزيد راجع : موسوعة الغدير ، بحث الكذّابين والوضّاعين ، ترى الكثير منهم.