* أوّلهما : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل عامل في ضميره ، ويكون ذلك الفعل بحيث لو فرِّغ من ذلك المعمول وسلِّط على الاسم الأوّل لنصـبه» (١).
وعلّق عليه السجاعي (ت ١١٩٥ هـ). بأنّه : «لم يقل (عامل) ليشمل الاسم ؛ لأنَّ فيه تفصيلاً ، وهو : أنّه إن كان وصفاً بأن كان اسم فاعل أو اسم مفعول أو من أمثلة المبالغة عمِلَ ، وإلاّ فلا ، ويشترط أن يكون صالحاً للعمل في ما قبله باعتبار ذاته» (٢).
أقـول :
إنّ إبدال كلمة «فعل» بـ«عامل» يفيد كمال التعريف ، ولا ضير في وجود التفصيل ؛ إذ يمكن إرجاء ذكره إلى شرح التعريف.
ويلاحظ عليه أيضاً : أنّه حصر عمل الفعل في ضمير الاسم المتقدّم ، دون أن يضيف إليه سببيَّ الضمير.
* وثانيهما : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل أو وصف صالح للعمل في ما قبله ، منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره أو ملابسه» (٣).
وبقوله : «أو وصف» و : «أو ملابسه» تدارك للنقص الموجود في تعريفه الأوّل.
وأمّا ابن عقيل (ت ٧٦٩ هـ) فقد قال في تعريفه : «الاشتغال : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل قد عمل في ضمير ذلك الاسم أو في
____________
(١) شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ٢١٦.
(٢) حاشية أحمد السجاعي على شرح قطر الندى : ٧٧.
(٣) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ٢١٤.