سببيّه» (١).
ويؤخذ عليه : تعبيره بكلمة «فعل» ، وكان عليه أن يبدلها بكلمة «عامل» أو يعطف عليها «أو شبهه» ونحوها.
وعرّفه الأشموني (ت ٩٠٠ هـ) بقوله : «حقيقة باب الاشتغال : أن يسبق اسم عاملاً منشغلاً عنه بضميره أو ملابسه ، لو تفرّغ له هو أو مناسبه لنصـبه لفظاً أو محلاًّ» (٢).
وإنّما ينصب الاسم السابق لفظاً أو محلاًّ تبعاً لكونه معرباً أو مبنيّاً ، ومثالهما على التوالي : زيداً ضربته ، وهذا ضربته.
ولا ضرورة لتنويع نصب الاسم السابق في متن التعريف.
وعرّفه الأزهري (ت ٩٠٥ هـ) قائلاً : «وحدّه : أن يتقدّم اسم ويتأخّر عنه فعل متصرّف أو اسم يشبهه ناصب لضميره أو لملابس ضميره بواسطة أو غيرها ، ويكون ذلك العامل بحيث لو فرّغ من ذلك المعمول وسلِّط على الاسم المتقدّم لنصـبه» (٣).
ويلاحظ عليه : أنّه لم يذكر أنّ العامل قد يكون مناسبَ الفعل ، وأنّ العمل قد يكون في موضع الاسم المتقدّم.
وعرّفه السيوطي (ت ٩١١ هـ) بقوله : «أن يتقدّم اسم ويتأخّر فعل أو شبهه قد عمل في ضميره أو سببيّه ، لولا ذلك لعمل فيه أو في موضعه» (٤).
ويلاحظ عليه : أنّه لم يُشر إلى أنّ العامل في الاسم المتقدّم قد يكون
____________
(١) شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك ، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد ١ / ٥١٧.
(٢) شرح الأشموني على الألفية ، تحقيق حسن حمد ١ / ٤٢٧.
(٣) شرح التصريح على التوضيح ، الشيخ خالد الأزهري ١ / ٢٩٦.
(٤) البهجة المرضية ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق مصطفى الدشتي ١ / ١٧١.