الأولى :
القائلون بأن قاتل أمير المؤمنين ع جنيّ يقولون إن عبد الرحمن بن ملجم (١) لم يقتل عليا ، بل المقتول جنى
__________________
من الصحابة غير هم ، كعمرو بن العاص ، أو أسامة بن زيد ، ولكن في كل بعث خرج فيه على لم يكن إلا أميرا.
وأما التصريح : فمثل. أن النبي ص في فترة الإسلام الأولى ، حينما كان المسلمون قلة ، قال : من الّذي يبايعنى على روحه وهو وصى وولى هذا الأمر من بعدى. فلم يبايعه أحد. حتى مد على يده فبايعه على روحه.
وكذلك لما نزل قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) ولما وصل ص إلى (غدير خم) واد بين مكة والمدينة. فنادوا بالصلاة جامعة ، ثم قال رسول الله : «من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار. ألا هل بلغت (ثلاثا).»
والإمامية تأخذ من مثل هذا نصا صريحا على إمامته ، بل ويتعدون هذا إلى الطعن في كبار صحابة رسول الله وتكفيرهم.
والإمامية كما يقولون بإمامة على ، يقولون باتفاق بإمامية الحسن والحسين وعلى بن الحسين ، وبعد هؤلاء ، يختلفون ، ويتفرقون ، إلى فرق شتى.
(١) عبد الرحمن بن ملجم هو قاتل على بن أبى طالب رضى الله عنه ، وقيل في سبب قتله لعلى ، أنه أراد أن يتزوج قطام بنت علقمة ، وقيل بنت شجنة ، من تيم الرباب ، وكان أبوها وأخوها قتلا في يوم النهروان ، وكانت ترى رأى الخوارج ، فقالت لا أقنع منك إلا بصداق أسميه لك. وهو ثلاثة آلاف درهم وعبد وأمة ، وأن تقتل عليا. فقال لها : لك ما سألت. فكيف لى به؟ قالت : تروم ذلك غيلة ، فإن سلمت أرحت الناس من شره ، وأقمت مع أهلك ، وأن أصبت صرت إلى