إسماعيل دون أخيه (١).
الثامنة : الممطورية
وهم قوم يقولون : إن موسى بن جعفر لم يمت بل هو غائب ، وإنما سموا بهذا لأنهم لما أظهروا هذه المقالة قال لهم قوم : والله ما أنتم إلا كلاب ممطورة يعنى أنهم كالكلاب المبتلة من غاية ركاكة هذه المقالة (٢).
__________________
(١) المباركية يقولون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر ، ومحمد بن إسماعيل هو الّذي يروى عنه أنه سأل عمه الإمام أبا الحسن موسى أن يأذن له فى الخروج إلى العراق ، وأن يوصيه. فأذن له ، وأوصاه ، وأعطاه ثلاث صرر فى كل منها مائة وخمسون دينارا ، وأعطاه ألفا وخمسمائة درهم. ولما وصل إلى العراق دخل على هارون الرشيد فقال له : يا أمير المؤمنين : خليفتان فى الأرض : موسى بن جعفر بالمدينة ، يجبى له الخراج ، وأنت بالعراق يجبى لك الخراج. فقال : والله فقال والله ؛ فأمر له الخليفة الرشيد بمائة ألف درهم ، ولما قبضها ، وذهب بها إلى منزله أخذته الريح فى الليل فمات. وقد ذكر كثير من أصحاب الأنساب أنه مات ولم يعقب.
(٢) قيل : إن سبب تسميتهم «الممطورية» :
إن على بن إسماعيل الميثمى ناظر يونس بن عبد الرحمن. فقال على بن إسماعيل لما اشتد الكلام بينهما : ما أنتم إلا كلاب ممطورة. يريد أنهم أنتن الجيف ؛ وذلك لأن الكلاب إذا أصابها المطر صارت أنتن الجيف.