وأما الغلاة (١) منهم فهم فرق كثيرة :
الفرقة الأولى : السبابية
أتباع عبد الله بن سبا (٢). وكان يزعم أن عليا هو الله تعالى (٣). وقد أحرق على رضى الله عنه منهم جماعة. وقال : إنى إذا رأيت أمرا منكرا
__________________
(١) الغلاة : هم الذين غالوا فى حق أئمتهم ، فحكموا على الأئمة بأنهم آلهة ، وأنكروا أنهم بشر ، فمنهم من شبه الإمام بالإله ، وبعضهم شبه الإله بالخلق ، والغلاة بجميع فرقهم تجمعهم القواعد التالية :
١ ـ التشبيه. ٢ ـ البداء. ٣ ـ الرجعة. ٤ ـ التناسخ.
ولهم أسماء كثيرة منها :
١ ـ الخرمية والكودية فى أصفهان. ٣ ـ الذقولية بآذربيجان. |
٢ ـ المزدكية والسنبادية فى الرى. ٤ ـ المبيضة. فيما وراء النهر. |
(٢) عبد الله بن سبأ الّذي تنسب إليه السبئية ، كان يهوديا ، وأمه أمة سوداء وأظهر الإسلام ، وطاف ببلاد المسلمين ، وكان يقصد أن يفتنهم عن دينهم ، ويوقع بينهم ، بدأ بالحجاز ، ثم ذهب إلى البصرة ، وإلى الكوفة ، ورحل إلى دمشق أيام عثمان ، وأثار الفتنة ضد عثمان.
(٣) كان ابن سبأ يقول فى على : إنه نبى ، ثم غلا فيه حتى أوصله إلى إله ، وكان يقول لعلى : أنت. أنت. يعنى أنت الإله. وقد نفاه على رضى الله عنه إلى المدائن ، وظل منفيا بها إلى أن مات على ، فزعم ابن سبأ ، أن عليا لم يقتل وإنما المقتول شيطان على صورة على ، وأن عليا إنما صعد إلى السماء كصعود عيسى ، وقال إنه سينزل إلى الأرض وينتقم من أعدائه.
واجتمع جماعة على ابن سبأ وقالوا بمقالته وغالوا فيها ، فقالوا : بالتوقف والغيبة والرجعة ، وتناسخ الجزء الإلهي فى الأئمة بعد على ، وقالوا : إن عليا هو الّذي يجيء فى السحاب ، وأن الرعد هو صوته ، والبرق سوطه.