وكان السيد الحميرى الشاعر (١) وكثير الشاعر (٢) على هذا الرأى.
الثانية : المختارية
أتباع المختار بن أبى عبيد الثقفى (٣). وهو يقولون : إن الإمام بعد الحسين هو محمد بن الحنفية. ثم زعم المختار أنه نائب محمد ودعا
__________________
(١) هو إسماعيل بن محمد ، شاعر الشيعة ، وكان يقول بالرجعة ، وتوفى ببغداد عام ١٧٩.
(٢) كثير ، هو المشهور بكثير عزة ، كان كيسانيا ، وكان الأمويون يتقون لسانه وشعره ، توفى فى المدينة عام ١٠٥.
(٣) كان أبوه من جلة الصحابة رضوان الله عليهم ، والمختار ليس له صحبة ، بل هو صاحب ضلالة ، وكان يزعم أن جبرئيل ينزل عليه ، وقد كان ضمن من خرجوا على أولاد على رضى الله عنهم ، فى المدائن ، ثم انضم بعدها إلى عبد الله ابن الزبير ، فولاه الكوفة ، ثم تحول يطالب بدم الحسين بن على ، ودعا إلى الثأر وتجمع حوله الكثير من الشيعة ، وجهز جيشا لحرب عبيد الله بن زياد بقيادة إبراهيم بن الأشتر النخعى ، وقتل فى المعركة عبيد الله بن زياد وكثير من أشراف الشام وحملت رءوسهم إلى المختار ، فأرسلها إلى عبد الله بن الزبير بمكة ، وقد كان يرسل المال إلى ابن عمر ، وابن عباس وابن الحنفية ، رضى الله عنهم ، فيقبلونه منه ، وكان ابن عمر زوجا لصفية أخت المختار ، ولقد قيل لابن عمر : إن المختار يدعى أنه ينزل عليه الوحى. فقال صدق. لقد قال الله تعالى : (وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ). وكانت ولادة المختار عام الهجرة واستمرت إمارته على الكوفة سنة ونصفا ، وسار إليه مصعب بن الزبير من البصرة فى جمع كثير من البصريين والكوفيين ، ونزل بحر وراء ، وكانت بينهم موقعة عظيمة ، قتل فيها المختار عام ٦٧.