وروى الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين (١) ، وابن الجوزي في المنتظم (٢) ، والنصّ للأوّل :
إنّ عمر بن الخطّاب ـ رض ـ خطب إلى عليّ ـ رض ـ ابنته أُمّ كلثوم ، وهي من فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (٣) ، وقال عليّ : إنّها صغيرة.
فقال عمر : زوّجنيها يا أبا الحسن ، فإنّي أرغب في ذلك ، سمعت رسول الله يقول : كلّ نسب وصهر ينقطع إلاّ ما كان من نسبي وصهري.
فقال عليّ : إنّي مرسلها إليك تنظر إليها.
فأرسلها إليه ، وقال لها : اذهبي إلى عمر ، فقولي له : يقول لك عليّ : رضيتَ الحلة؟
فأتته ، فقالت له ذلك ، فقال : نعم ، رضي الله عنك. فزوّجه إياها في سنة سبع عشرة من الهجرة ، وأصدقها ـ على ما نقل ـ أربعين ألف درهم ، فلمّا عقد بها جاء إلى مجلس فيه المهاجرين والأنصار وقال : ألا تزفّوني؟! وفي رواية : ألا تهنئوني؟!
قالوا : بماذا يا أمير المؤمنين؟
قال : تزوّجت أُمّ كلثوم بنت عليّ ، لقد سمعت رسول الله يقول : كلّ نسب وسبب منقطع إلاّ نسبي وسببي وصهري ، وكان به (صلى الله عليه وآله وسلم) السبب والنسب ، فأردت أن أجمع إليه الصهر.
فزفّوه ودخل بها في ذي القعدة من تلك السنة (٤).
____________
(١) نظم درر السمطين : ٢٣٥.
(٢) المنتظم ٤ : ٢٣٨.
(٣) لم يكن في النصوص السابقة أنّها : من فاطمة بنت رسول الله ; فتأمّل.
(٤) انظر : الاستيعاب ٤ / ١٩٥٤ ـ ١٩٥٥.