رجـل : يا رسول الله! أنا فلان بن فلان ، وقال آخر : أنا فلان بن فلان ، فأقول : أمّا النسب فقد عرفته ، ولكنّكم أحدثتم بعدي وارتددْتم القهقرى. (رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح) (١).
بل إلى أيّ مدىً يمكن تصحيح ما قاله علماء مدرسة الاجتهاد والرأي وأنصار الخلفاء لتبرير فعلة عمر بن الخطّاب ، من أنّه لم يقصد من تقبيله لها وضمّها إلى صدره ، أو كشفه عن ساقها ، الريبة والجنس و ... لأنّها لم تكن في سنّ مَن يُطمع فيها ، ولم تبلغ بعد ، والخليفة أجلّ وأكرم من هذا الفعل القبيح (٢)؟!
فلو صحّ ذلك ، فماذا نقول عمّا أدركته السيّدة أُمّ كلثوم من فعل وقصد عمر ، حين تعامله معها وهي المعنيّة بالأمر؟!
وهل أنّ فهم أعلام العامّـة ـ وبعد ألف عام ـ هو الأقرب إلى الصواب أم فهم السيّدة أُمّ كلثوم ، وهي المعنيّة بالأمر ، والعارفة بلحن وقصد عمر ابن الخطّاب في الخِطاب؟!
وعلى أيّ شيء يدلّ قولها لأبيها : «أرسلتني إلى شيخ سوء»؟!
أو قولها لعمر نفسه : «لو لم تكن أمير المؤمنين للطمت عينك»؟!
____________
(١) مجمع الزوائد ١٠ / ٣٦٤ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٧٥ ، مسند أحمد ٣ / ١٨ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٤٣٣ ، وغيرها.
وفي المعجم الأوسط ٥ / ٢٠٣ : ما بال أقوام يزعمون أنّ رحمي لا تنفع ، ليس كما زعموا ، إنّي لأشفع وأُشفّع ، حتّى من أشفع له ليشفع فيشفع ، حتّى أنّ ابليس ليتطاول في الشفاعة والتوصية.
(٢) قال ابن حجر ٢ / ٤٥٧ : وتقبيله وضمّه لها على جهة الإكرام ; لأنّها لصغرها لم تبلغ حدّاً يشتهى حتّى يحرم ذلك ، ولولا صغرها لَما بعث بها أبوها.
انظر : ملحقات إحقاق الحقّ ١٨ / ٥٥١ ، والصوارم المهرقة : ٢٢٠.