الرسالة ، إلاّ أنّها مع صغرها تضمّ طائفة من الحقائق ، العزيزة على نفس كلّ شائق ورائد ; ففيها لطلبة الحقّ وروّاد السعادة ما يوصلهم إلى الحقائق ، وبها قد أوقدوا مشاعل الإيمان بهمّة شامخة يتقاعس عن إدراكها الزمن.
ومن المؤسـف أنّ مؤلّف هذه الرسالة لم يفصح عن نفسه فيها ; لتقية أو لغرض آخر ، لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى ، ولم نجد ـ في ما تتبّعنا ـ من العلماء والأعلام والخبراء من ينسبها إلى مؤلّف بعينه ; حتّى المجلسي (رحمه الله) ـ الذي نقل عنها ـ لم يذكر مؤلّفها ولا ترجمة له.
نعم ، وجدنا في ما بعد نسخة مخطوطة أُخرى للرسالة ، محفوظة في مكتبة مدرسة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، برقم ٩٥ ، وتقع هذه المدرسة في بلدة «بُشْـرويَة» ، من توابع مدينة «فردوس» من نواحي خراسان ، في إحدى عشرة صفحة ، آخرها هكذا : «تمّت الرسالة بحمد الله تعالى» ولم يكتب الكاتب اسمه ، ولم يكتب أيّ تاريخ للكتابة ، لكن مكتوب على ظهر الورقة الأُولى من النسخة ما يلي : «أضواء الدُرر الغوالي لإيضاح غصب فدك والعوالي ، تأليف : الفقير إلى الله الغني الشيخ حسن بن محمّد بن علي المهلّبي ، الشهير بـ : الصوفي».
والنسخة جيّدة الخطّ ، لكن تعرّضت ـ مع الأسف ـ الكلمات في أعلى كلّ الصفحات للمحو ، من أثر الرطوبة ، أو علّة أُخرى ..
واستناداً لما وجدناه في ظهر الورقة الأُولى من هذه النسخة ، ومقارنة بعض الكلمات ، نسبنا هذه الرسالة إلى الشيخ المذكور ، ونحن نأخذ الرسالة ومحتواها بعين الاعتبار ; إذ قيل : «انظر إلى ما قيل ولا تنظر إلى مَن قال» ..
وللشيخ (رحمه الله) ترجمة في كتب تراجم الرجال نقوم بسردها بالمقدار اللازم وقدر الحاجة.