قال : وقد رأيت في آخر بعض نسخ كتابه الأنوار البدرية في وصفه هكذا : الشيخ العالم الفاضل الكامل ، الزاهد العابد ، المحقّق المدقّق ، أفضل العلماء المتبّحرين ، عماد الإسلام والمسلمين ، المتوّج بعون عناية ربّ العالمين ، عزّ الملّة والحق والدين ، حسن بن السعيد المرحوم شمس الدين محمّد بن علي المهلّبي. انتهى.
قال : وهو صاحب كتاب الأنوار البدرية لكشف الشبه القدرية ، وهو غير كتاب الأنوار المضيئة ، الذي هو من مؤلّفات الشيخ أبي علي محمّد بن همام ، من القدماء.
ثمّ ذكر أنّه رأى كتاب الأنوار البدرية في مواضع أُخر غير الخزانة الرضوية ، منها ببلاد سجستان ، وأنّ عنده منه نسخة (١) ..
قال : ورأيت في عدّة من نسخه أنّه ألّفه في داره بالحلّة السيفية سنة ٨٤٠ ، ضحوة يوم السبت ٦ جمادى الآخرة ، وكان الباعث على تأليفه ـ كما صرّح به في أوّله ـ أمر الشيخ الأجل الفاضل جمال الدين أبي العبّاس أحمد ، (ولعلّ المراد به : أحمد بن فهد الحلّي ، المتوفّى سنة ٨٤١).
قال : وموضوع هذا الكتاب ردّ على كتاب ليوسف بن مخزم المنصوري الأعور الواسطي ، الذي ردّ فيه على الإمامية ، وكان قريباً من السبعمائة للهجرة ، فردّ عليه أحسن ردّ ، وهو كتاب لطيف في الغاية ، وقد بالغ في تتبّع الكتب وإيراد الحجج ، والتزم في إيراد الأدلّة بما ثبت من طريق الخصم نقله عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال الأُستاذ المجلسي في أوّل البحار : وكتاب الأنوار البدرية في ردّ
____________
(١) ورأينا منه نسخة في مكتبة السيّد المرعشي (رحمه الله) الكبرى في مدينة قم المقدّسـة ، نسأل الله تعالى التوفيق لإنجاز تحقيقه.