(عفا الله عنك ...) ، وقوله تعالى : (ما كان لنبيّ أن يكون له ...) ـ.
وقوله تعالى : (إنّما أنا بشرٌ مثلُكُمْ) (١) أثبت المماثلة بينه وبين غيره ، وقد جاز الخطأ على غيره فكان جائزاً عليه ; لأنّ ما جاز على أحد المثلين يكون جائزاً على الآخر.
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّما أحكم بالظاهر ، وإنّكم لتختصمون إليّ ، ولعلّ أحدكم ألْحـن بحـجّته من بعض ; فمَن قضيت له بشيء من مال أخيه فلا يأخـذه ، فإنّما أقطع له قطعة من النار» ، وذلك يدلّ على أنّه يقضي بما لا يكون حقّاً في نفس الأمر.
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ، فإذا نسيت فذكّروني» (٢).
وبما اشتهر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) من نسيانه في الصلاة وتحلّله عن ركعتين في الرباعية في قصّة ذي اليدين ، وقول ذي اليدين : أقَصُرَت الصلاة أم سهوتَ؟ فقال النبيّ (عليه السلام) : «أحقّ ما يقول ذو اليدين؟!» فقالوا : نعم (٣) ...
وقال : إنّ المقصود من البعثة إنّما هو تبليغه عن الله تعالى أوامره ونواهيه ، والمقصود من إظهار المعجزات إظهار صدقه في ما يدّعيه من الرسالة والتبليغ عن الله تعالى ، وذلك ممّا لا يُتصوّر خطؤه فيه بالإجماع ..
ولا كذلك ما يحكم به عن اجتهاده ; فإنّه لا يقول فيه عن وحي ولا بطريق التبليغ ، بل حكمه فيه حكم غيره من المجتهدين ، فتطرُّق الخطأ
____________
(١) سورة الكهف ١٨ : ١١٠.
(٢) صحيح البخاري ١ / ١١١ ، صحيح مسلم ١ / ٤٠٠ ; ورواه عن ابن مسعود : أحمد في مسنده ١ / ٤٣٨ ، وابن ماجة في سننه ١ / ٣٨٢ ح ١٢١١.
(٣) صحيح البخاري ٨ / ٢٠ ، صحيح مسلم ١ / ٤٠٣.