وفي رواية أُخرى : «ثمّ الصالحون ، ثمّ الأمثل فالأمثل من الناس». وعلى هذا ; فسيرة الأنبياء لا تتخطّى الهدى والصواب ، غاية الأمر : الهداية على درجات ; كما يشير إليه قوله تعالى : (ويَزيدُ اللهُ الّذين اهتدَوْا هدىً) (١).
وقال تعالى : (وقل ربّي زدني علماً) (٢).
و : (وصدق الله ورسوله وما زادهم إلاّ إيماناً وتسليماً) (٣).
و : (للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة) (٤).
و : (ليجزيَهُمُ اللهُ أحسن ما عملوا ويَزيدَهُم من فضله) (٥).
و : (ويخِرّونَ للأذقان يبكون ويَزيدُهُم خشوعاً) (٦).
و : (يقولون ربّنا أتْمِمْ لنا نورَنا واغفر لنا إنّك على كلّ شيء قديرٌ) (٧) ..
وغيرها من الموارد ، التي يبيّن القرآن أنّ الفضائل والمحاسن ذات درجات واشتداد وزيادة ، من : الهدى ، والعلم ، والإيمان ، والتسليم ، والإحسان ، والفضل ، والخشوع ، والنور ، وغيرها.
وعلى هذا ; فجملة من خطاب العتاب للأنبياء (عليهم السلام) هو من هذا القبيل ، لا من الوقوع في المعصية المعهودة في باب حدود التكليف
____________
(١) سورة مريم ١٩ : ٧٦.
(٢) سورة طه ٢٠ : ١١٤.
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٢٢.
(٤) سورة يونس ١٠ : ٢٦.
(٥) سورة النور ٢٤ : ٣٨.
(٦) سورة الإسراء ١٧ : ١٠٩.
(٧) سورة التحريم ٦٦ : ٨.