الطائفة الثانية :
ذكر البشاري المقدسي في «أحسن التقاسيم» متن حديث الافتراق بشكل آخر هكذا :
«تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في الجنة ، وواحدة في النار».
ثم قال : هذا أصح إسنادا من النص الآخر «اثنتان وسبعون في النار ، وواحدة ناجية» وإن كان الأخير الأشهر.
أقول :
ليت شعري كيف يتجرأ هذا المذكور على رسول الله بالكذب ، فيطرح خبرا مشهورا ، ويأخذ بخبر واحد لغاية في نفس المقدسي قضاها لأنه يعلم يقينا أن كل فرق المسلمين مع ما تحمله كل فرقة من معتقدات سخيفة لا تمت إلى العقل والدين بصلة ، كل هؤلاء يقفون موقف رجل واحد ضد الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ، لذا أراد أن يدخل كل هذه الفرق الجنّة ويدخل الشيعة الإمامية النار.
وليس في هذه الطائفة الثانية سوى هذا الحديث ، فكيف يؤخذ بخبر واحد مخالف للأخبار المشهورة على حد اعترافه بذلك؟!!
هذا مضافا إلى ما روى في الطائفة الأولى من أن الفرقة الناجية هي أصحابه مبني على النظرية القائلة إن كل أصحاب النبيّ عدول ، وهذا غير صحيح ، لما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أكثر أصحابه إلى النار ، فقد رووا في الصحاح أن النبيّ قال :
الحديث الأول : «إن من أصحابي من لا يراني بعد أن يفارقني» (١).
الحديث الثاني : وما رواه الخاصة والعامة من أن النبيّ صلوات الله عليه وآله قال في حجة الوداع لأصحابه :
__________________
(١) مسند أحمد ج ٦ / ٣٠٧.