«اللهم هؤلاء هم أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا» قالت : فأدخلت رأسي ، فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّك إلى خير ، إنك إلى خير».
وعن أحمد بن حنبل بإسناده إلى أنس بن مالك أنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا» (١).
والآية المباركة تشير إلى عصمة أهل البيت الذين كانوا تحت الكساء ، وقد اعترض جمهور علماء العامة في مصادرهم بأنّ الآية نزلت لبيان فضل النبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهمالسلام ، ولا يراد من إذهاب الرجس والتطهير سوى العصمة ، فإذا ثبتت عصمتهم عليهمالسلام ثبتت قيادتهم للمجتمع ، وإنهم أئمة وقادة ، فمن كان معصوما فهو جدير بأن يكون خليفة ، يأخذ بيد البشرية إلى غايتها المنشودة ، فقياس المعصوم على غيره قياس مع الفارق ، حيث إن المعصوم يستحيل أن يتطرق إلى ساحته خطأ ، بعكس غيره ، فإن جلّ تصرفاته تكون مشوبة بالخطر والخطأ والسهو والنسيان ، فتقديم غير المعصوم على المعصوم في إدارة شئون المجتمع بعد رحيل النبي يعتبر تنكيسا لحكم العقل القائل بقبح تقديم الجاهل على العالم ، والظلمة على النور ، قال تعالى مقرّعا هؤلاء : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٢) (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) (٣).
وهناك آيات كثيرة دلت على فضائل العترة الطاهرة فوق المائة آية ، ولكن من أراد المزيد فليراجع «نهج الحق» للعلّامة الحلّي قدّس سره.
وأما الأخبار : الدالة على إمامة الأئمة الطاهرين عليهمالسلام فكثيرة ،
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ٣ / ٤١٣ ، ط / دار القلم.
(٢) سورة الزمر ، آية : ٩.
(٣) سورة فاطر ، آية : ١٩.