الخبر الذي في قريش (وتعلّموا منهم فإنّهم أعلم منكم) فإذا ثبت هذا العموم لقريش فأهل البيت أولى منهم بذلك لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقيّة قريش ، وفي أحاديث الحثّ على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة ، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض ويشهد لذلك الخبر السابق : (في كل خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي ... إلخ) ، ثم أحقّ من يتمسّك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر : عليّ عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أي الذين حثّ على التمسّك بهم فخصّه لما قلنا. وكذلك خصّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بما مرّ يوم غدير خم ، (انتهى).
ومن الأخبار : الخبر المتواتر الوارد عن مولانا الإمام المهديّ عليهالسلام عن جدّه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية (١).
ومن طريق أبي صالح عن معاوية مرفوعا : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية.
ومن طريق عبد الله بن عمر ، وزاد : ومن نزع يدا من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له(٢).
وهذا الحديث معتضد بألفاظ أخرى من طرق شتى منها : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (٣).
واستدل بهذا اللفظ شاه ولي الله في كتابه «إزالة الخفاء» ج ١ ص ٣ على وجوب نص الخليفة على المسلمين إلى يوم القيامة وجوبا كفائيا.
__________________
(١) كمال الدين ج ٢ / ٤١٢ والكافي ج ١ / ٣٧٦ وغيبة النعماني ص ٣٣٠ وحلية الأولياء ج ٣ / ٢٢٤ ، مسند أحمد ج ٤ / ٩٦ ومجمع الزوائد ج ٥ / ٢١٨ والإفصاح ص ٢٨ والغدير ج ١٠ / ٣٥٩ وبحار الأنوار ج ٢٣ / ٩٢.
(٢) أخرجه ابن داود الطيالسي في مسنده ص ٢٥٩.
(٣) أخرجه ابن كثير في تفسيره ج ١ / ٤٤٤ ومسلم في الصحيح ج ٦ / ٢٢.