وافتتح الوزير «نظام الملك» المؤتمر (١) باسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة على محمّد وآله وصحبه ، ثم قال : لا بدّ أن يكون الجدال نزيها ، وأن يكون طلب الحق هو رائد الجميع ، وأن لا يذكر أحد صحابة (٢) الرسول بسبّ أو سوء.
____________________________________
(١) الأصح استبدالها بكلمة : «محاورة» لأنها الأصل في الكتاب كما أفاد مقاتل بن عطية.
(٢) مفهوم الصحبة عند الشيعة الإمامية :
إن صحبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أنفس المهام التي يمكن بواسطتها أن يتكامل الفرد المستصحب ، وأن يعرج بنفسه إلى أفق الكمال والفضيلة ، لما يكتسبه من حكمة وعلم نتيجة الرفقة للنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبما أن مفهوم الصحبة واسع يمكن أن يندرج تحته مصاديق صالحة وطالحة ، أحببنا أن نوضّح شيئا من مفهوم الصحبة عند الخاصة والعامة.
المعنى اللغوي للصحبة :
لقد عرّف اللغويون كلمة «صحابي» أنه الملازم للشيء ، والملازم تارة : يكون إنسانا أو حيوانا أو مكانا أو زمانا. وجمعه : صحب وأصحاب ، وصحاب وصحابة. ويطلق «الصاحب» على كل من تقلّد مذهبا ، فيقال : أصحاب الإمام علي عليهالسلام وأصحاب فلان وفلان. ويقال : «اصطحب القوم» : أي انقاد لهم (١).
إذن ، مفهوم الصحبة يقع بين العاقل وبين البهيمة وغيرها ، ولو كان مطلق الصحبة وسام شرف للمصاحب ، لكانت البهيمة أشرف من الإنسان الذي لم يدرك صحبة النبيّ.
__________________
(١) لاحظ مجمع البحرين ج ٣ / ٩٨.