نعم ، لقد أحدثوا أمورا كثيرة عجيبة بعد رحيل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد ظلموا ابن عمه وابنته الزهراء عليهماالسلام وعصروها بين الحائط والباب ، فأسقطوا جنينها ، وضربوها وغصبوا حقّها وكذّبوها ومنعوها من الإرث والخمس ، وبدّلوا أحكام الإسلام إلى آخر ما فعله القوم من منكرات وقبائح ، هذا مضافا إلى أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسه أخبر عن لسان الغيب أنّهم سيحدثون أمورا قبيحة بعده فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«وأنه يجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ أصحابي!
فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) (١) ، فيقال : إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم» (٢).
وفي رواية أخرى : «ليردّنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي!
فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك (٣).
وفي رواية المغيرة قال : سمعت أبا وائل عن عبد الله عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعنّ رجال منكم ثم ليختلجنّ دوني ، فأقول : يا رب أصحابي! فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (٤).
وعن سهل بن سعد قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«إني فرطكم على الحوض ، من مرّ عليّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ،
__________________
(١) سورة المائدة : آية ١١٧.
(٢) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب «وكنت عليهم شهيدا» ، والترمذي أبواب صفة القيامة.
(٣) صحيح البخاري ، باب صفة الحوض ، وابن ماجه باب المناسك.
(٤) صحيح البخاري ، باب صفة الحوض ج ٧ / ٢٦٣ ح ٦٥٧٦ وحديث رقم ٦٥٨٢.