تقديم
بقلم : المرجع الكبير الحجّة
العلّامة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي الحسيني (قدسسره)
بسمه تعالى شأنه العزيز
الحمد لله على أفضاله ونواله ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، ومقدام السّفراء الإلهيين سيّدنا أبي القاسم محمّد وعلى آله مصابيح الحوالك والظلم والسرج المضيئة في الدّياجي البهم.
وبعد ..
لا يخفى على من ألقى السّمع وهو شهيد أنّ مسألة الخلافة بعد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهمّ ما دارت حوله رحى البحث والنظر بين علماء الإسلام وفطاحل أهل القبلة وقام التشاجر والتنازع بينهم على رجل واحد.
فمن ثمّ جالت جياد أقلام مؤلّفي الفريقين في هذا المضمار ، وهي بين مجلّ ومصلّ وما يتلوهما فمنهم من أخذ السّبق في السباق في ذلك المصافّ الذي التفّت السّاق فيه بالسّاق إلى أن يتحقّق الفوز والفلاح والنجاح ، فترشّحت من يراعاتهم الجوّالة مئات وألوف من الزّبر والأسفار كالحسنيّة وغيرها. وأنّ أحسنها وأجودها في سلاسة العبارة وجزالة القوالب ورصانة المطالب ، ومتانة المآرب واتقان الأدلّة والمستندات كتاب : «مؤتمر علماء بغداد» فإنه مع صغر حجمه وخفّة جرثومته وقلّة وزنه حاو لأمور هامّة مهمّة من مناظرة جرت بين عالم شريف علويّ شيعي ، وعالم قرشيّ عباسي سنّي في بغداد بمحضر «السلطان ملكشاه السلجوقي» ، مع نظارة وزيره الفاضل المؤرّخ المتتبع المضطلع «الخواجه نظام الملك أبي علي الحسن الخراساني المتوفى سنة ٤٨٥»