أهل السنّة يقولون بأنّ القرآن من جمع عثمان؟
ـ قال الوزير : هكذا يذكر المفسّرون وأهل التواريخ (١).
____________________________________
(١) وقع الخلاف في مسألة جمع القرآن الكريم وأنّه هل كان مجموعا على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو أنه جمع على عهد أبي بكر وعثمان؟
المشهور عند المؤرخين والباحثين أن جمع السور وترتيبها بصورة مصحف مؤلف بين دفتين حصل بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا ريب أنّ السور كانت مكتملة على عهده صلىاللهعليهوآلهوسلم مرتبة آياتها وأسماؤها ، غير أن جمعها بين دفّتين لم يكن حصل بعد ، نظرا لترقب نزول القرآن على عهدهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، فما دام لم ينقطع الوحي لم يصح تأليف السور مصحفا إلّا بعد الاكتمال وانقطاع الوحي ، الأمر الذي لم يكن يتحقق إلّا بانقضاء عهد النبوة واكتمال الوحي ، فقبل انقضاء العهد النبوي كان القرآن منثورا على العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع وبعض الحرير والقراطيس وفي صدور الرجال ، وقد دل على ذلك روايات منها موثّقة أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليهالسلام :
قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : يا عليّ ؛ القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيّعت اليهود التوراة ، فانطلق عليّ فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه في بيته وقال : لا أرتدي حتى أجمعه ، وإن كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه ، قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لو أنّ الناس قرءوا القرآن كما أنزل ما اختلف اثنان (١).
والمشهور عند العامة إن أول من جمع القرآن زيد بن ثابت بأمر من أبي بكر ، كما قام بجمعه كلّ من ابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ، حتى انتهى الأمر إلى
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٨٩ / ٤٨ نقلا عن تفسير القمي.