اللغوي «إمالة الشيء والعدول عن موضعه إلى جانب آخر». وقد حصل هذا التحريف في أوساط الأمة الإسلامية حتى حرّفوا الكلم عن مواضعه ، وأنت إذا تصفحت كتب التاريخ والتفسير عند علماء العامة وجدت الكثير من هذا التحريف في الآيات النازلة بحق آل البيت عليهمالسلام وقد أشار القرآن لهذا التحريف بقوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) (١). وقوله تعالى : (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) (٢). وقوله تعالى : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) (٣). وتحريف الكلم عن مواضعه عبارة عن : تفسيره على غير وجهه ، وتأويله بما لا يكون ظاهرا فيه تأويلا من غير دليل. فالتحريف عن غير المواضع المخصوصة فيه ؛ يعني صرف الكلام عن معناه الحقيقي الموضوع له إلى معنى آخر بعيد عنه وهذا ما يسمى بالتحريف المعنوي. وهنا تقسيمات أخر للتحريف هي بحسب الاصطلاح على وجوه :
١ ـ تحريف لمدلول الكلام كما تقدم آنفا وهو المعبّر عنه «التفسير بالرأي» المنهي عنه شرعا لقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» (٤).
٢ ـ تحريف موضعي : بمعنى إثبات السور أو الآيات على خلاف ترتيب نزولها ، وهذا في الآيات قليل كآية التطهير والإكمال ، لكنه في السور يشمل كل القرآن لأن الترتيب الموجود للقرآن حاليا هو على خلاف ترتيب النزول.
٣ ـ تحريف قرائي : بمعنى أن تقرأ الكلمة على خلاف قراءتها المعهودة لدى جمهور المسلمين ، وهذا كأكثر اجتهادات القرّاء المبتدعة التي لا عهد لها في الصدر الأول للإسلام ، وهذا غير جائز ، وذلك لأن القرآن واحد نزل من عند واحد
__________________
(١) سورة المائدة : ١٣.
(٢) سورة آل عمران : ٧٨.
(٣) سورة المائدة : ٤١.
(٤) غوالي اللئالي ج ٤ / ١٠٤.